الأحد، 19 فبراير 2017

هل يُمنع «رش المياه» في الاحتفالات الوطنية ؟!

«الكهرباء»: لا قانون لدينا يُعاقب على الهدر وما نملكه توجيه إنذارات فقط

محمد بوشهري: على المحتفلين مراعاة الجهود المبذولة وأن تكون ثقافة الاحتفال راقية

عاملو التقطير: أكثر شيء يحزّ في خاطرنا رؤية تعبنا يُهدر في الشوارع دون وجه حق

مواطنون: رش المياه محبة والمُهدَر لا يعادل 1 في المئة من هدر غسيل السيارات يومياً

الحزيمي: تبديد الثروة الطبيعية محرّم شرعاً

الهران: غير مقبول شرعاً وقانوناً
في الكويت لا ينطبق المثل القائل «رش المياه عداوة» مع ما تشهده البلاد من تقاليد رش المياه التي تبعث على السرور والفرح، أثناء الاحتفالات الوطينة بعيدي التحرير والاستقلال. ففرحة الآباء والأمهات بأبنائهم وهم يشاهدون البسمة ترتسم على شفاههم، جعلتهم يوقنون بأن «رش المياه محبة».

رغم حداثة ظاهرة الاحتفال برش المياه التي ظهرت بعد قرار الهيئة العامة للبيئة بمنع استخدام الفوم أثناء الاحتفالات بالأعياد الوطنية، لانطوائه على مخاطر صحية وبيئة، فقد أصبحت هذه الظاهرة السمة الأبرز التي تميز الاحتفالات الكويتية، ولاسيما عند الأطفال الذي ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر.

جهود الهيئة العامة للبيئة نجحت سابقا في إصدار قانون بتجريم استخدام الفوم في الاحتفالات الوطنية، بات لا يروق لها مشاهد كميات المياه التي تهدر في هذه الاحتفالات دون وجه حق، فهل تنجح هذه المرة بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء في دفع مجلس الوزراء إلى تبني قانون مماثل يجرم هدر المياه في الشوارع أثناء الاحتفالات، وتكون قادرة في نفس الوقت على مواجهة الشارع الذي لم يعد لديه وفق آراء عينة التقتهم «الراي» خيارا سوى الاحتفال برش المياه.

ولأن الموضوع يتعلق بالماء، توجهت «الراي» إلى «أهل مكة» وهم منتجو المياه، لتتعرف على انطباعاتهم حول ظاهرة رش المياه في الاحتفالات الوطنية، حيث يبذل هؤلاء العاملون في محطات تقطير المياه ومحطات الضخ والتوزيع، جهدا مستمرا لتأمين ايصال المياه بكميات مناسبة لعموم المستهلكين.

يقول هؤلاء العاملون «ان أكثر شيء يحز في خاطرنا ان نرى عرقنا يهدر في الشوارع دون وجه حق، متمنين على هؤلاء ان يعبروا عن فرحتهم بشكل أو بآخر بعيداً عن هذه النعمة التي يكلفنا إنتاجها جهدا و أموالا كبيرة». ويضيفون «ان المشكلة ليست في كثرة أو قلة معدلات المياه المهدرة من قبل المحتفلين، وإنما في كيفية غرس المفاهيم في نفوس أطفالنا التي تؤكد أهمية المحافظة على نعمة المياه من الهدر، كيف نغرسها ونحن نسمح لهم برش المياه وهدرها في آن واحد، وكيف بعد ذلك يصدقنا أطفالنا عندما نقول لهم ان المياه نعمة تجب المحافظة عليها».

ويتابعون «نحن نريد ان نفرح ونسعد أطفالنا، فكل واحد منا لديه أطفال وأسرة يريد اسعادها في ذكرى الاحتفالات، ولكن علينا ان نبحث عن الوسيلة المناسبة التي يمكن ان تفرحهم دون ان نهدم مبادئنا التي نريد ان نربي أطفالنا عليها».

من ناحية أخرى التقت «الراي» بعدد من المواطنين لمعرفة رأيهم في رش المياه في ذكرى الاحتفالات الوطنية والانتقادات الموجهة لهذه الظاهرة من قبل الهيئة العامة للبيئة، فقال أبوفهد «ان أطفالنا ينتظرون الأعياد الوطنية بلهفة حتى يلهون برش المياه ويطلبون منا قبل الاحتفال بشهر كامل شراء متطلبات الاحتفال من ملابس ومسدسات مياه وبلونات مياه وغيرها، لذا أرى ان الفرحة من دون رش مياه لن تكون مكتملة».

أما المواطن ناصر الصانع فيؤيد سلفه ويرى «ان كمية المياه التي يستخدمها الأطفال في الرش أثناء الاحتفالات الوطنية لا تتجاوز نسبة 1 في المئة من كميات المياه التي يتم هدرها في غسيل السيارات عندما تكون الأجواء مغبرة وري الحدائق، فمن الأفضل ألا تتفلسف البيئة في أمور من شأنها ان تطفئ فرحة أطفالنا بالأعياد الوطنية ويكفيها منعها الفوم».

وأما في وزارة الكهرباء والماء ففي أكثر من مناسبة ذكرت الوزارة عبر عدة بيانات في توقيتات مختلفة بأنها لا يوجد لديها قانون يعاقب المستهلكين، وكل ما تملكه توجيه انذار لصاحب حالة الهدر لمراجعة الوزارة لدفع ما عليه من مستحقات لعله يدرك قيمة المياه التي يهدرها.

وقال وكيل الوزارة المهندس محمد بوشهري لـ «الراي» ان الوزارة تشارك المواطنين خلال هذه الأيام فرحة الاحتفال بالأعياد الوطنية وتتمنى من الله ان يديم هذه النعمة على الكويت.

وأضاف بوشهري ان الوزارة لا تدخر جهداً في توفير خدمتي الكهرباء والماء لعموم المستهلكين وتتمنى على جميع المحتفلين ان يراعوا هذه الجهود المبذولة من قبل أبنائهم وبناتهم العاملين في وزارة الكهرباء والماء الذين يعملون على مدار الساعة لتأمين وصول الخدمات لجميع المستهلكين، وعلينا ان ندرك قيمة قطرة المياه التي تكلف الوزارة منذ إنتاجها وتوزيعها وصولا للمستهلكين الكثير من المال والجهد، مبينا ان هناك أساليب كثيرة يمكن التعبير بها عن فرحتنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.

وأوضح بوشهري ان ثقافة الاحتفال يجب ان تكون راقية تتناسب مع طبيعة المجتمع الكويتي وألا تكون مقتصرة في هذه الاحتفالات على هدر المياه، لافتا إلى انه في إحدى السنوات السابقة تم رصد زيادة استهلاك في معدل المياه تقدر بـ 14 مليون جالون مقارنة بالأيام العادية، الأمر الذي يكلف الدولة أموالا طائلة.


الرأي الشرعي... سلوك إسرافي محرّم



| كتب أحمد زكريا |

أجمع غير داعٍ على أن «الإسراف في استخدام المياه خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية محرم شرعاً»، مطالبين الكويتيين المحتفلين بـ«حفظ النعمة وشكرها وعدم اهدارها في أمور تؤذي الغير ولا تفيد المجتمع».

وقال الداعية رائد الحزيمي لـ«الراي» ان «تبديد الثروات الطبيعية في أمور تؤذي الناس أمر محرم شرعاً، خصوصا اننا في الكويت ليس لدينا نهر ولا بحيرات ولا آبار ونحصل على الماء من الخليج بعد تكريره الأمر الذي يتكلف كثيراً من الأموال تتكبدها الدولة وهذا اسراف يحاسبنا عليه الله تبارك وتعالى».

وتابع «كنا نحصل قديما على الماء من المراكب التي تأتي من شط العرب، واليوم قد أنعم علينا الله بهذا التكرير الذي يحتاج لشكر من خلال الحفاظ عليه وليس الإسراف فيه لأن الله نهانا في كتابه العزيز عن الإسراف». وبين ان «التعبير عن الفرحة يكون بشكر الله وليس بإيذاء الناس بالأصوات أو قذف المياه والرغوة أو اعاقة حركة السير، فالفرحة يجب ألا يكون التعبير عنها بهذا الشكل»، مشدداً على ان «الإسراف في الماء محرم على المتوضئ وان كان على نهر جار،

فما بالنا بالمحتفل». وذكر ان «حتى وان كانت المياه المستخدمة في الاحتفال مشتراة من الأموال الشخصية، فإن الإسراف فيها حرام لأن الأمر متعلق بسوء الاستخدام بغض النظر عن المصدر». بدوره،قال الداعية علي الهران لـ«الراي» «لا شك ان الأعياد الوطنية وغيرها من الأعياد من الواجب ان تكون شكرا لله تبارك وتعالى على نعمة الاستقلال والتحرير.

والذي يعرف الأزمة التي مرت بها الكويت قبل التحرير يتيقن ان في هذه الأيام لا بد ان نشكر المولى عز وجل على النعمة التي من الله بها علينا وليس هدرها». وزاد «يخطئ البعض باعتقاده ان اللعب بالمياه والرغوة والموسيقى الصاخبة والتجمع بالشوارع وإزعاج العائلات وسيلة للتعبير عن الفرح، وهذا لا شك انه أمر غير مقبول وممنوع شرعاً وقانوناً. يجب ان تكون الأعياد الوطنية شكرا لله على ما من علينا به من تحرير لبلدنا واستقلالها».

0 التعليقات

إرسال تعليق