• الكويت تؤيد العملية وتعتبرها نتيجة للعجز الدولي عن وضع حدٍ لمأساة السوريين
• الرئيس الأميركي توعّد «حزب الله» بـ «رسالة» لم يفصح عنها وموسكو تعتبر الوضع شبيهاً بعراق 2003
وجهت الولايات المتحدة رسالة «صاروخية» حازمة إلى النظام السوري، ومن ورائه حليفتاه روسيا وإيران، عبر تدميرها مطاراً عسكرياً في حمص انطلقت منه الطائرات الحربية التي نفذت مجزرة خان شيخون «الكيماوية» في إدلب، الثلاثاء الماضي، لتعلن إدارة دونالد ترامب دخول الصراع في • الرئيس الأميركي توعّد «حزب الله» بـ «رسالة» لم يفصح عنها وموسكو تعتبر الوضع شبيهاً بعراق 2003
سورية مرحلة جديدة، عنوانها أن «زمن ارتكاب المجازر من دون رد قد ولّى».
وإذا كانت الضربات بـ 59 صاروخ «توماهوك» التي دمرت مطار الشعيرات العسكري وأخرجت كل طائراته من الخدمة و«حلقته» من خريطة المطارات الفاعلة في سورية أثارت غضب دمشق وطهران ودفعت موسكو إلى اتخاذ إجراءات مضادة، إلا أنها لاقت في الوقت نفسه ترحيباً عربياً ودولياً وسط ارتياح لقرار ترامب «الشجاع» الذي قلب الطاولة بوجه النظام السوري بعد سبع سنوات من ارتكابه المجازر مستقوياً بطيران روسيا وميليشيات إيران.
وفي خطاب وجهه إلى الأمة تزامناً مع الضربات فجر أمس، قال ترامب إنه «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة.... (لذلك) أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سورية على المطار الذي شن منه الهجوم الكيماوي»، وأكد أن «سنوات من المحاولات فشلت فشلاً ذريعاً في تغيير سلوك الأسد»، ودعا الرئيس الأميركي «كل الدول المتحضرة إلى الانضمام إلينا في السعي إلى إنهاء المجزرة وسفك الدماء في سورية».
وإذ لفت المراقبين توعد ترامب قبل أربعة أيام «حزب الله» بـ «رسالة» لم يفصح عنها، قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن الضربة الصاروخية دليل على استعداد الرئيس للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط»، معتبراً أن موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سورية، «إزاء تحديد مواقع مخزون الأسلحة الكيماوية وتدميرها وفقاً لاتفاق أبرم لتنفيذ ذلك في العام 2013».
وأوضح مسؤولون عسكريون أن القصف ألحق «أضراراً كبيرة» بالمطار و«دمّر طائرات» وبنية تحتية فيه، ما من شأنه أن «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات»، فيما أقرت موسكو ودمشق لاحقاً بأن كل الطائرات الحربية (تتراوح بين 12 و14) خرجت من الخدمة وأن المطار «دُمّر بشكل شبه كامل».
وأعلن النظام السوري عن سقوط 6 قتلى من العسكريين و9 قتلى مدنيين بينهم أربعة أطفال في قرى قريبة من المطار.
ولاقت الضربات الأميركية ترحيباً واسعاً من دول عربية وأوروبية، وسط تأييد لأي تحرك يردع النظام السوري ويوقف جرائمه بحق الشعب.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن «دولة الكويت تعرب عن تأييدها للعمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية والتي استهدفت القواعد التي انطلق منها الهجوم بأسلحة كيماوية ضد الأبرياء في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب وراح ضحيته مئات الضحايا والمصابين ولا سيما النساء والأطفال»، موضحاً أن «هذه الخطوة تأتي نتيجة عجز المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن عن وضع حد لمأساة الشعب السوري الشقيق».
بدورها، أعلنت السعودية تأييدها للضربات الأميركية ضد أهداف عسكرية في سورية، مشيدة بقرار ترامب «الشجاع»، فيما عبرت الإمارات والبحرين والأردن عن موقف مماثل.
أوروبياً، برز تأييد شامل للضربات الأميركية، وصل إلى حد دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى «مواصلتها على المستوى الدولي»، وسط تفهم لتحرك إدارة ترامب، ودعوات إلى روسيا وإيران لإدراك أنه لم يعد بوسعهما دعم الأسد.
من جهتها، رحبت تركيا بالضربات الأميركية، بيد أنها اعتبرتها «غير كافية» وطالبت بإجراءات أخرى على غرار فرض حظر جوي وإقامة مناطق آمنة، مشددة على ضرورة إزاحة الأسد عن السلطة فوراً.
وفي موقف مشابه، أكدت المعارضة السورية أن «ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطاراً تستهدف المدنيين».
في المقابل، أعلنت روسيا أنها «ستعزز» الدفاعات الجوية السورية، وقررت تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سورية. كما دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن (عُقد مساء أمس)، واجتماع لمجموعة العمل الدولية بشأن سورية في جنيف.
من جهته، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الضربة الأميركية هي «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذراً من أنها تلحق «ضرراً هائلاً» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
وأفاد الكرملين أن بوتين اجتمع مع مجلس الأمن الروسي وبحثوا بقاء سلاح الجو الروسي في سورية، في أعقاب الضربات الصاروخية الأميركية.
وفي مؤتمر صحافي، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربة الأميركية «عمل عدواني لا يستند إلى أساس حقيقي ويهدف إلى تقويض العملية السياسية وإطاحة الأسد»، مضيفاً «هذا الوضع يذكرنا بالعام 2003 عندما تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما في العراق».
وعلمت «الراي» أن روسيا «ستتخذ موقفاً أكثر تصعيداً على أرض المعركة، وستعزز قواتها العسكرية وستتخذ خطوات تدحْرجية لضرب المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات مثل «القاعدة» (جبهة تحرير الشام) وغيرها من المعارضة المسلّحة، وتحديداً مناطق إدلب وضواحي حلب».
من جهتها، نفت إيران ما تردد عن إجلائها أعضاء بعثتها الديبلوماسية في دمشق، ونددت بالهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات. (عواصم - وكالات)
0 التعليقات
إرسال تعليق